مدح الديك في سجايا و مثالب مجانين إزيك
مدح الديك في سجايا و مثالب مجانين إزيك
حدثنا الأمير العارف بالله، سليل بيت شالة العامر، عاشق السهرات المسامر، صاحب عربة لونها أزرق ضامر، و قميص أزرق فاتر. قال:
حدثني شبيه النخلة، ابن قصر السوق، و حامل الشوق و عشيق كوكب الشرق، المكبل بالطوق ، كامل الذوق قال:
كنت في سرية ليلية مع ابن البحر نتجول ليلا، و نحمل كيلا، و نرى أشباه الصبايا ميلا، منهن المليحات و أغلبهن أكبر مني جيلا. أحدتث عيوني في نفسي حزنا، ليس هينا و لا بينا. حملت فكري و هاجسي إلى ابن البحر، الفاشل مثلي، العارف قبلي: المكتوي بنار الأشواق، و الذي ينوي الفرار إلى طبيب الضباب، و حاضرة تعشق أسود الرقاب، و حامل الحراب، دون عمران الجراب.
قلت له: ما قول صاحبنا في هذا المصاب الجلل،و كيف تخوض الداحس حربها ضد الملل؟
فقال ابن البحر: أنصحك بمطالعة النجوم، و نسيان الهموم، فهي كرماد نار محموم لا ينطفئ، و لا ينكفئ، و لا يهترئ. و عليك يا شبيه النخلة بمطالعة ما خطه صاحب لنا، يسكن الشمال، و يحول حبات الرمال إلى أموال. و نفسها إلى عظيم الآمال. فهو يجاور فقيها ضليعا، عن المليحات منيعا،، و من رزايا الفانية شافيا و وافيا؟
قلت: انقلني إليه
قال: عليك قبل الرحيل. قراءة ماكتبه صاحب الشمال، فهو كاتب زجال، كاشف عورات الرجال. و أصحاب عقول ربات الحجال؟
قلت: و كيف السبيل إلى قراءة زجله، و هو البعيد عنا، القريب منا.
و لم أنتهي من كلامي حتى حل الليل، و تفرق أبناء الذيل. فقال ابن البحر: سأحدثك عن قصيدة زجلية. وافية كافية جافية
يتبع....