Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
حتى لا ننسى
14 octobre 2007

نزولا عند رغبة بعض من أحبائي مجانين إزيك أنشر

CLASSE_2  نزولا عند رغبة بعض من أحبائي مجانين إزيك أنشر ربورتاجي المشهور لكن كونوا مطمئنين فقد سجلته بالمكتب الوطني للملكية الفكرية.

مواطنون على الهامش

_______________

وحده فيكتور هيغو صاحب رواية "البؤساء" التي وصف فيها بصدق وواقعية الفقر و العوز

و قف طويلا عند قسوة الجوع و جرض اللعاب، يدرك ما معنى أن ينزل شباب بديبلومات عالية إلى شارع المجد بالرباط للإحتماء بالدلو و المنشفة.

النهار مايزال في أوله، الشمس دافئة، لسعة البرد تتراجع لكن معاناة منظفي السيارات بشارع المجد تستمر مع قساوة الواقع.

أصوات تتعالى هنا و هناك منادية السائقين"آجي أشريف تغسل الطوموبيل" يصيح أحد ماسحي السيارات و بين حين و آخر يشتد غضب البعض بسبب عدم توقف السيارات

للغسل.

"منذ السادسة صباحا و أنا أقف في هذا المكان، حصلت على 5 دراهم، منذ أكثر من أسبوع وأنا على هذا الحال" يقول رشيد العلمي، 42 سنة، بصوت يكاد يسمع و كأنه ابتلع دواء مرا.

يقول مراد بن عباد، 23 سنة، وهو يبصق على الأرض بغضب: "ماالذي سأفعله في هذه الحياة؟أنا وحيد و أمي التي لا  املك سواها في هذا العالم مريضة و عاجزة عن العمل، نحن

الاثنان نعاني الفقر الشديد" و أضاف بعد أخذه نفسا عميقا من سيجارة سوداء:"تصور أن السلطة انتزعت مني بالأمس برميلا ثمنه 70 درهما كنت أستعمله لغسل السيارات، أظن

أن المسؤولين لا يتذكروننا إلا عند الانتخابات".

رشيد و مراد ليسا سوى نموذجين لشباب منهم من يحمل شهادات جامعية، و منهم من

لايزال يتابع دراسته و شريحة كبيرة لم يسعفها الحظ في تجاوز المراحل الأولى من التعليم.

رغم البؤس الذي يعيشه هؤلاء الشباب، إلا أن ذلك كله يهون مادام أمل الحصول على دراهم

لاقتناء بعض الحاجيات موجودا.

-منظف السيارات بإجازة في العلوم الاقتصادية:

على مرمى خطى منا، يقف شاب طويل و نحيف يتمتع بحيوية، محبوب من الجميع و لكنه

عصبي المزاج.

لم يكن خالد مجاهد، و هو طالب بالسنة الرابعة بشعبة العلوم الاقتصادية يعلم أنه سيصبع فيما بعد منظفا للسيارات وهو الذي كانت تراوده فكرة متابعة دراسته بالسلك الثالث، لكن

بعد أن يئس من تحقيق مراده، لجأ إلى الشارع لقضاء وقته في مغازلة الدلو و المنشفة بحثا

عن لحظات انتشاء مفقودة.

لم يكن الحديث مع هذا الشاب عن ماضيه الدراسي و حاضره يسيرا، لقد رفض بعد أن اغرورقت أن نقلب معه ذكريات الماضي الذي ضاع، غير أننا استرجعنا ثقته بأعجوبة يختلط فيها الرجاء و الاستعطاف.

يقول خالد وهو يغالب دمعة صغيرة كانت تموج في عينيه و يحاول إخفاءها"لقد تحولت إلى

رجل بلا بوصلة، تهت في الأرض بحثا عن عمل، لكنني اصطدمت بواقع آخر عنوانه التنكر

و الجحود" ثم أضاف وهو يغير جلسته كأنه ينتزع نفسه من الوحل"إن صورة النظام التعليمي هي التي تستجدي الدريهمات و هي التي تنظف السيارات بشارع المجد"

-رجال بلا أحلام

على الرصيف المقابل، يقف رجل يداه في جيبي سرواله و بجانبه تراب و سدادات قنينات

المشروبات و أعقاب سجائر. وضعية رشيد أقرب إلى وضعية خالد، الفرق بينهما هو أن

رشيد يبلغ من العمر 42 سنة، لكنه يبدو كهلا بعد أن أنهكته قساوة الواقع.

عندما سألت رشيد هل له أبناء، صعق من وقع السؤال ثم أردف قائلا بعد أن هدأ من روعه

"يا أخي، إذا تمكنت من كسب قوتي اليومي، أكون أسعد الناس، فنحن فئة دخل الفقر مناماتها

و اختطف أحلامها"و حينما سألته عن أمنيته، نظر إلي بعينين فارغتين و قال و هو يتجه نحو سيارة توقفت أمامنا"شي موتة مستورة".

ولأن اللغة ارتطمت على سفح الواقع المر، فإنني امتنعت عن إضافة سؤال آخر.

Publicité
Publicité
Commentaires
Y
فعلتها أخيرا بغد إلحاح كبير. شكرا يا عادل دينيرو
حتى لا ننسى
Publicité
Derniers commentaires
Publicité