من بوذنيب: نقطة ساخنة
نقطة ساخنة هذه المرة من بوذنيب، ومنها أقدم لكم التحية أنا أيت عدي إيملشيل في حلقة تبحث الاجابة عن سؤال العبقرية كان قد طرحه احد ابناء بوذنيب البررة عبد الصمد، عن دور الجغرافيا في الخلق والابداع داخل غرف التحرير.
في الطريق إلى المركز الحضري بوذنيب 90 كلم عن الراشدية، صادفنا الفيافي والأعشاب الطبية المنتشرة على جنبات المسلك الذي اتخذناه، وكأن بوذنيب لم تجد ما تستقبل به زوراها القادمين من جنوبها انطلاقا من قصر السوق أو الوافدين إليها من الشمال من وجدة مرورا بفكيك وبوعرفة وبوعنان وعين الشعير، أو حتى أولئك الذين أرادو الحج إليها من الشرق مخترقين الحدود بين المغرب والجزائر وبالضبط من مدينة بشار، سوى الخزامى بأزهارها الوردية وعبقها الممتد في جذور التاريخ و الشيح و أزير المعروف عند المشارقة بإكليل الجبل.
دقات القلب إلى ارتفاع ونحن على مشارف بوذنيب، عرجنا يمينا لنصطدم بواد كير وضفافه الخضراء، هنا تعلم عبد الصمد سلطان الطلبة أولى هواياته: السباحة قبل أن يولي وجهه صوب ركوب الخيل، كان علينا أن نعبر الوادي لنبلغ قصر بوذنيب حيث صدى الملاحم مازالت تردده الابراج واللقالق الراسية فوقها.
جولة تليها جولة، أحسست أن العبقرية صرخت لأول مرة هنا. عدنا أدراجنا في اتجاه الجماعة مجمع القبيلة، سألت عن شخصية هذه الحلقة، تطوع احدهم ليبلغنا أن مقصدنا تركناه وراءنا هناك في الراشدية، لنعود أعقابنا وكلنا أمل في لقياه، فكان ما وددناه، عبد الصمد صادفته بعد أسبوع من البحث المضني قريبا من الريش بعيدا من بوذنيب على مبعدة 6 كلمترات عن مدينة الراشدية، وجدته منكبا على التحضير لاجتياز مباراة مصيرية، ليس لولوج معهد عالي و إنما للحصول على رخصة السياقة.
إلى أين ستقودنا يا جطيوي؟ الله ورسوله اعلم...